کد مطلب:67833 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:355

اثر هذه الحادثه علی قریش











الظاهر أن هذه الحادثة كانت آخر محاولات قریش لانتزاع اعتراف النبی صلی الله علیه وآله باستقلالها السیاسی، ولو بصیغة التحالف معه صلی الله علیه وآله، أو بصیغة الحكم الذاتی تحت لواء دولته! فهل سكتت قریش بعد هذه الحادثة؟

الذین یقرؤون التاریخ المكتوب بحبر الخلافة القرشیة، ویؤمنون بالإسلام المفصل بمقصات رواتها.. یقولون: من المؤكد أن قریشاً تابت بعد هذه الحادثة وأسلم زعماؤها وأتباعهم وحسن إسلامهم، وتصدقوا وأعتقوا وحجوا، وأكثروا من الصوم والحج والصلاة!

ولكن النبی الصادق الأمین قال (ما أراكم تنتهون یا معشر قریش)!! وطبیعة قریش، وطینة زعامتها تؤكد أنهم واصلوا العمل علی كل الجبهات الممكنة!! لكنهم تراجعوا فی ذلك الموضوع رأوا أن حدیدة النبی صلی الله علیه وآله حامیة، وأن التفكیر بالاستقلال السیاسی عنه صلی الله علیه وآله تفكیرٌ خاطی ء، وأن محمداً لایقعقع له بالشنان، فهو من علیاء هاشم وذروة شجعانها، ومعه ابن عمه قَتَّال قریشٍ ومجندل أبطالها، ومعه الأوس والخزرج الذین تجرؤوا لأول مرة فی تاریخهم علی حرب قریش، وقتلوا من أبطالها!!

تراجع عند قریش منطق الإستقلال السیاسی عن محمد صلی الله علیه وآله لكن تأكد عندها المنطق القائل إن دولة محمد شملت كل المنطقة، وهی تتحفز لمقارعة الروم والفرس، وقد وعد محمد المسلمین بذلك وتطلعوا إلیه.. فلا معنی لأن تطالبه قریش بحكم مكة ومن أطاعها من قبائل العرب!

إنه لابد من التأقلم مع الوضع الجدید، والعمل الجاد بالسیاسة وبالعنف المنظم، لكی ترث قریش كل دولة محمد صلی الله علیه وآله! فمحمد من قریش، وقریش أولی بسلطان ابنها، ولا كلام للأنصار الیمانیة، ولا لغیرهم من القبائل.

أما مسألة بنی هاشم الذین یسمیهم محمد صلی الله علیه وآله العترة والقربی وتنزل علیه فیهم آیات القرآن، ویصدر فیهم الأحادیث، ویجعل لهم خمس میزانیة الدولة.. فلا بد من معالجة أمرهم بكل الطرق الممكنة!

نعم.. هذا ما وصلت إلیه قریش التی أعتقها النبی صلی الله علیه وآله من القتل والاسترقاق الفعلی! وهذا ما جازته به فی حیاته صلی الله علیه وآله!

وقد ساعدها علیه من ساعدها من أصحابه!!